نفس البقعة التي تجمع نفس الأقدام ، تجعل من ما وراء الحدث مصيرا لا يُثنّى أبدا ،
نفس الضحكات .. وبلا شك ، نفس إعتمالات الضجيج التي تقض مضجع الواقفين على تبر هذا الوطن وترابه ،
::
قـ هوهـ ساخ ـنه

قهقهة ضخمة ، كالبطيخة ، وكالقنبلة ،

لا نسخر للسخرية ، بل لنحدّث الآخرين أن الخطأ مقزز ، ويقتل ضحكا..!
:
أهلا بالساخرون من اللاصوب ، الراكضون وراء أن تكون الحروف الأربعة ( عـ ـم ـا نـ ) أكثر بهائا ..

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

( طفولة ممزقة )

بقـ لم : hot-coffee




بين مَقَاصد النور التي خلقنا من أجلها ، وما نحن صانعوه ألف ألف نقيض ، وبين ما نرتل من حروف نتطاول بها على الآخرين وبين ما نفعله أضداد تمتد وتمتد ، حتى ظن الهالك منا أنه يحسن صنعا ، وقد ظل سعيه في الحياة الدنيا .. !

إلى الغارقون في النعم ، وهم يئنون ويشتكون ! :
:


( نور الدين ) فتىً في غرة ربيعه العاشر كما يبدوا من امتداده الطولي على ظل الحياة ، يحمل قدماه جيئة وذهابا ، وهو يعانق بأصابعه كف ( منيمار ) التي يفصل بينها وبين طول أخيها رأسه ، عمراً أفنته الأيام عدا ، فقد خط فيهما الإعياء خططه ، وبانَتْ تحت أعينهما قسوة الكائن والمكان .


ضاقت ، واشتدت ، وانسدت أمامهم الرغبات الطفولية ، حتى إذا ما قيض لهما شيئا من قصائده ، قض مضجعهما الفقر يقبع على كل زاوية من حنايا البيت الصغير ، المملوء بكل الإنسانيات ، لكنه خاوٍ من ابسط ملامح المادة ، رغم أنهما يريانها وهي لا تتجاوز قوت يومهما – في نفس الوقت التي يراها العالم أبلغ مراتب الترف والبذخ والنوم على كؤوس الماء الأحمر - .



دفعا بهما الأم والأب للرحيل إلى مدينة أخرى ، بعدما صَكا على كل حنانهما ودفناها في تراب الحاجة ، ووجدا في العوز إجابة لسؤال الطفلين ( لم نقطع الأميال وراءنا ، ونحن لا نفقه عقيدة الاكتساب ، ولا نعرف أن نلبي نداء حي على العمل ؟ ) ، فتركا ما بقي من ظل الإنسانيات ، وباتت الشمس تشرق وتغرب وهي تغور في أجسامهما حرا وكمدا !

هما الآن في المدينة الجديدة ، ينامان تحت لِحاف الغربة ، ويصبحان على تَفَتُقِ الأسئلة في أذهانهما ، ويفطران على شوقا يحسبه الظمآن ماء . والباقي من ساعاته يشرئِبان به إلى هذا وذاك ، وهما يستجديان أن يبتاع أحدهما من الأكياس التي تتدلى عن أيديهما ، حتى إذا ما انتهى اليوم وقد رسمت في أيديهما علامة ، وحفرت على رسغيهما دلالة ، أنفرد نور الدين بمينمار ، في رومانسية الطفولة التي أتقناها في عزلة الغربة ، وبعد دروس اليوم الطويل ، فيستعيدان شيئا من طفولتهما التي ما فارقت جلدهما ، بيد أن العناء صنع منهما راشدين بكل التفاصيل .

فلبثوا في كهفهم نيف عاما وأكثر ، وبات الشوق ماءا، وما ظنكما باثنين الله معهما ، فأمطر الأمل بعد ما ساق الله سحابا يحي به الأرض ، واهتزت وربت ، واعْتِمرا لباسهما الإسلامي يزهوان كورد خالطه الندى ، فزهى ، وحملتهم السفينة ، والخيال يداعب لحظاتهما ، كيف سيعانقان الأم ، ومن أين يبدأن بتقبيلها ، هل سيبكيان أم يكتمان ، وما قطع ذلك إلى وصولهما ، فتركا الخيال وركنا إلى الحقيقة ، وهجم السرور حتى أنه – من فرط ما قد سرهم أبكاهم - !



نهاية البداية ، ظننت أنها كالقصص تنتهي بشيء من السعادة ، وأن لم تكتمل !


لتبدأ من جديد بسرد الأب لحافة أخرى ، عندما شق الصمت وهو يدفع نور ومنيمار إلى العودة مرة أخرى ، فأمهما تحتاج لعملية إنجاب ، ولا مال لذلك ، ( فإما طفولة وإما أم ، رغم أنهما رديفان ، لكنهما لا يجتمعا ) .

:
ألسنا أكثر خلق الله نِعما ؟
(سرد لمشاهدة على الجزيرة الوثائقية )

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

قـ هـوهـ ساخ ـنه © Ipietoon Emocutez | إشراف: أبو البراء الحراصي